عندما أعلن الشيطان برائته ...
*في طفولتنا تربينا ونشئنا على معتقد أن كل خير منا ومن أنفسنا ، وكل شر وخطيئة من الشيطان ، لقد كان هذا الشيطان شماعة نعلق عليها كل حماقاتنا لدرجة أننا كنا نلعن ذلك الشيطان حتى عندما نتعثر في الطريق ..
*لقد كان فكر طفولي مريح وجميل ، فأنت معفي من أي مسؤولية أي شيء خير وجميل هو منك ، وأي شيء سيء أو حماقة الشيطان سببها وما عليك إلا لعنه وإفتعال عراك وهمي معه لتؤدبه ... ولكن حتى عندما كبرت وجدت أن البالغين أيضاً لا يؤمنون بشرور أنفسهم ويتعاملون بنفس الطريقة ...
* سقط هذا المعتقد من عقلي سقوطاً مدوياً وتحطمت تلك الشماعة تحطماً أبدياً بسبب أحداث كثيرة شهدتها ، أحدها وآسف لذكر ذلك كان في عام 2011 عندما شهدت تحقيقاً مع إحدى أئمة المساجد في إحدى الدول العربية وهو طبعاً لا يمثل إلا نفسه وشرورها ، وكان رجل أربعيني بلحية عظيمة وعلامة غامقة على جبينه ، يتحدث الفحصى بطلاقة ملفتة ، وعندما تم سؤاله عن إعتراف اثنين زملائه عنه بأنهم مارسو الشذوذ الجنسي معاً داخل المسجد ، فأجاب بِ ( لقد زين لنا الشيطان هذا الفعل) ...
*ليس هناك شيطان حقيقي على هذا الكوكب أكثر من النفس البشرية ، وإلا كيف لإنسان أن يتسبب بقتل الأطفال وهم لا يعرفون الكراهية كيف يمكن لإنسان أن ينهي حياة طفل لا يمكنه أن يكره ولا يعرف إلا الحب ، الأطفال لا يستطيعون الكراهية وليست موجودة ضمن برمجتهم بعد ومع ذلك هناك من يتسبب بقتلهم كل يوم وهو يعتقد نفسه بريء ، حتى الشيطان نفسه بريء وعاجز عن ذلك ..
#رائد_بدير