سكت ذلك الشاب وهو رجل أعمال عصامي بعد أن انتهينا من جلسة علاجية لمشكلة عضوية عابرة قد عانى منها ، صمت لدقيقتين تقريباً ثم سألني مباغتة وقد بدى عليه التردد ...
دكتور ما رأيك بما يعرف بقانون الجذب..؟
*لم يكن ذلك موضوعنا وللا حتى قريب من ذلك ، قلتله لو كان الأمر بيدي لجعلته حقيقة علمية يدرس في الكتب المدرسية ، ولكن للأسف يتم الترويج له في وطننا العربي بصورة خاطئة أو قد تكون معكوسة ، وهذا جعله يبدو بصورة أقرب للخرافة ...
*قال لي في تردد سأخبرك بشيء لم أخبره لأحد من قبل ، في مراهقتي كنا نعاني من ظروف مادية صعبة جداً وكانت الفرص تبدو مستحيلة ، ولكنني وبدون سبب منطقي إعتدت دائماً أن أسرح بخيالي وأرى نفسي شديد الإنشغال بأعمالي وشركتي وكنت أرى نفسي رجل أعمال وكل أقاربي يعملون لدي في تلك الشركة ...
خيالاتي تحققت بنسبة 90% ، نفس الإنهماك ونفس ضغط العمل وأقاربي يعملون لدي ، ونفس الحجم من الأعمال والأموال ، حتى نفس طريقة الجلوس على المكتب ونفس طريقة التعامل مع الموظفين بشكل لا إرادي ..
*أنا لم أتفاجئ من كلامه فليست أول مرة أسمع فيها قصة مشابهة ، لا سيما أنني قرأت كتاب نابليون هيل ، الذي كتب في بدايات القرن الماضي والذي كتبه خلال عشرات السنوات من المقابلات مع مليونيرات العالم العصاميين حيث لخص أن العامل الوحيد المشترك بينهم هو السيطرة على نمط التفكير ، وتأكدت من ذلك من خلال آلاف الحالات والإستشارات التي شهدتها خلال مزاولتي ...
*ولكن ما فاجئني مدى خوفه وتردده ، خوفاً من أن يقال عنه مهووس أو واهم أو غير منطقي أو خرافي ، ما تراه يحصل بعينك وتختبره بنفسك هو حقيقة علمية وحتى لو لم تستطيع إثبات ذلك ، وبغض النظر عن رأي كل البشرية..
#رائد_بدير