سلك الكهرباء المكشوف...
*قبل ٢٨ عام على أقل تقدير كان أخي الأصغر مني محمد لم يتجاوز الأربع سنوات وكان يتجول حافي القدمين في أرجاء المنزل بعد أن أخبره والدي بأن عليه أن يدخل ويرتدي حذاء لمرات عديدة دون جدوى ، لا زلت أذكر جيداً عندما بدأ محمد يتقدم حافياً باتجاه سلك كهربائي مكشوف على الارض وهرعنا لحمله وإبعاده عن السلك فمنعنا والدي حتى من تنبيهه...
*كما هو متوقع داس محمد على السلك ونحن ننظر إليه وعلى صراخه وبكائه ، طبعا والدي كان يعرف بأن قاطع الأمان في المنزل سينزل بعد أنه يتلقى صعقة من الكهرباء لن تقتله ولكنها ستكون كافية لتعليمه، ما أعرفه ان محمد اليوم تجاوز الثلاثين من عمره ومنذ ذلك اليوم لم يمشي حافياً...
*لطالما كان لدى والدي وجهة نظر فريدة في ما يخص التربية ، فهو كان يعتقد بأن مراحل العمر المبكرة وجدت ليخطئ الأنسان ويتعلم من خطئه ليتمتع بالنضج والخبرة في كبره فشخص بلا أخطاء يعني شخص بلا خبرة ، بالرغم من أنه لم يمتلك أي فكرة عن تقنيات العقل الباطن ...
*أعرف أن أول ما قد يخطر في بالك الآن وأنت تقرأ هو مدى قسوة المشهد ولكن قبل أن تصدر هذا الحكم ، تذكر جيداً بأن الله يعاملنا بنفس الطريقة نحن نشعر بالألم في حياتنا حتى نتعلم الدرس ، وما كنا لنقتنع بدون أن نختبر ذلك ، بإختصار إذا كنت تتألم فهناك ما تقوم به بشكل خاطئ...
#رائد_بدير