هل تعرف ذلك الصوت الذي لا يكف عن التذمر والتأفف بداخل عقلك ، ذلك الصوت الذي دائماً ما ينشئ معك حوارات تفيض بالدراما ليقنعك بأنك ضحية الكون ، وما أن تتعرض لأقل موقف حتى يسارع بتذكيرك بذلك اليوم الذي ضاع فيه مصروفك في تلك الرحلة المدرسية وأنت بالصف الأول ، أو بذلك اليوم الذي تمزق فيه بنطالك في يوم العيد بينما كنت تبلغ من العمر ١٠ سنوات ليؤكد لك بأنك صاحب الحظ العاثر الأكبر في هذا الكون ...
*هذا الصوت التراجيدي الثرثار في داخلك الذي لطال ما أحب أن يقنعك بأنك الشخص الوحيد في هذا الكون الذي تم التخلي عنه أو الغدر به أو خيانته أو استغلاله ، هذا الصوت نفسه هو سبب كل النحس في حياتك فهو سبب كل مشاعرك السلبية ، والكون مسخر لينصت بإمعان لمشاعرك وأفكارك ويرد ما يطابقها لك ، إذا لم تسارع إلى ترويضه سيحول حياتك إلى جحيم سيحولك إلى ضحية حقيقية ، وهو نفسه من يستطيع إنقاذك فهو فقط يكرر البرنامج الذي تم تلقينه له ، إقلب السحر على الساحر قم بتلقينه برنامج جديد من إنشائك واطلق له العنان بترديده والثرثرة به كما يشاء ، ولاحظ التحول الكبير الذي سيحصل في نفسيتك وجسدك وحياتك ...
*هذا الصوت هو عقلك الباطن وهو فقط يكرر ما تم تلقينه لك من البيئة خلال حياتك بدون وعي منك ، أنشيء جمل قصيرة لأشياء تريدها واستمر بترديدها بصيغة الحاضر خصوصاً قبل النوم بساعة ، ولا تخبر أحداً بذلك ولا تشغل بالك بآراء الناس بين مشكك ومؤيد الناس تسخر من كل شيء ، فقط إفعل ذلك لعشرين يوم متواصلة ، وتقبل كل شيء في الكون ولكن أرفض أن تكون في دور الضحية ولو لثانية واحدة ...
#رائد_بدير