ما الذي يحصل ..؟
*أتهم الكاتب فيودور دوستويفسكي بالسوداوية لدرجة بأنه لقب بملك السودواية ، ومع أنه كان يكتب في القرن الثامن عشر وهي من أسوأ الفترات التي عاشتها روسيا حيث كان الفقر والجهل والإستبداد متفشياً بطريقة فظيعة ، وبالرغم من أن كتاباته لم تكن إلا تجسيد لواقع الحياة في تلك الفترة إلا أنه تم إتهامه بالمغالات في تجسيد البؤس و السوداوية وكان البعض يعتبر كتاباته خادشة للروح ...
*ومع أنني قرأت معظم كتابات دوستويفسكي وغصت في منولوجاته الذاتية وأخذني إلى تلك الحقبة بكامل تفاصيلها ، وقد تعمد في أسلوبه إظهار تقلبات النفس البشرية وخفاياها وأمراضها ، وبالرغم من غياب الوعي و الرقي الإنساني الذي يتم إدعائه هذه الايام وغياب كل المؤسسات والمراسيم الحقوقية في تلك الحقبة الزمنية ، إلا أنني لم أرصد ولو جزئ بسيط من وحشية وبؤس ما اراه يحصل هذه الأيام في المنطقة ...
*في نفس الحقبة الزمنية كان الكاتب الفرنسي فيكتور هوغو يكتب روايته البؤساء. ولم تكن أروبا أفضل حالاً من روسيا في تلك الفترة وكان الفقر والجوع والجهل والطبقية والكنيسة تفتك في الشعوب ، وبالرغم من أن الكاتب فيكتور هوغو كتب روايته الشهيرة البؤساء ليجعلها أكثر الروايات بؤساً لكنني أراها اليوم تصلح كرواية للاطفال مقارنة مع مايمكن رصده من قصص وأحداث في عشوائيات وحارات إحدى الدول العربية ...
*من المؤسف أنه حتى أكثر خيالاتهما جموحاً وتطرفاً ومرضاً لم تصل إلى ما وصلنا إليه اليوم من ظلم ووحشية وإستبداد وضلال ..
#رائد_بدير