*زمااان قبل حوالي ٣٠ عام عندما كان العالم أكثر إنغلاقاً من اليوم ، شاهدت لأول مرة في حياتي إعلان للبيتزا على التلفزيون الأردني ، لم نكن نسمع بها حتى و كان المنظر مغرياً جداً ومع انني لم أتمكن من تخيل الطعم إلا أنني لطالما رغبت في تجربتها ...
*عندما نكبر تبقى هذه الرغبات مكبوتة في داخلنا فحاولت صناعتها محلياً مرات عديدة وبدأ البحث عن مكونات العجينة ، فقلت لا بد من ان السر في العجينة بما أن باقي المكونات معروفة ، وبدأت التجارب بوصفات العجينة المعقدة ومع أن النتائج كانت مقبولة إلا أنها لم ترقى لمستوى البيتزا الإيطالية الأصيلة ، فقلت لا بد من أن هناك سر مخفي أكثر تعقيداً في العجينة يبدو ان الأمر ليس بهذه السهولة ..
*من سنتين تعرفت على شخص كان يعمل لسنوات في مطعم للبيتزا في إيطاليا ، تحديداّ في نابولي المدينة التي يخرج من افرانها افضل أنواع البيتزا في العالم وأكثرها أصالة ، ودردشنا في الموضوع الذي ذكرته ، وبعد نقاش كانت المفاجئة بأن عجينة البيتزا الأصلية لا تختلف بأي شيء عن العجينة التي كانت تصنعها والدتي للخبز لسنوات عديدة حتى بنفس القوام للعجينة ونفس طريقة التصنيع ونفس طريقة الخبز ونفس درجة الحرارة ، بل أن هذه هي الطريقة التقليدية والأصلية المتبعة في نابولي ، فقط طحين وماء ورشة ملح وخميرة ...
*كل ما كان علي فعله هو وضع صلصة البندورة والجبن على الرغيف الذي صنعته امي قبل ادخاله للفرن أثناء الخبز وسأحصل على بيتزا نابولي ، وبالفعل جربت ذلك وكانت النتيجة اكثر من مبهرة ...
*انتو بتعرفو بأنه ليست البيتزا تحديداً المقصود من المنشور ، بل المقصود السنوات التي نفنيها في البحث عن الأشياء التي لطالما كانت تحت اقدامنا بدون ان نلاحظها ، فقط لإعتقادنا بأن الأشياء الجميلة يجب ان تكون بعيدة ومعقدة...
#رائد_بدير
