الإمساك بزمام الأمور ...
في بداية شبابي عشت في وعي الضحية لسنوات ، دور مريح فلا مسؤولية علي أبداً ما كان علي إلا إلقاء اللوم على أحد ما لأتحول لضحيته ، ضحية الأهل ضحية المجتمع، ضحية المدرسة ، ضحية مدير العمل ، ضحية الحكومة ،ضحية المؤامرة ، ضحية الحظ العاثر ، ضحية السحر ، والابلى عندما كنت ألقي اللوم على الله والقدر كما يفعل ٨٠% من الناس ، فأكون ضحية الله حاشى لله...
لقد كان دور ممتع جداً وشاعري أشبه بفيلم مصري قديم بالأبيض والأسود ، لست مضطر لفعل أي شيء ما عليك إلا أن تندب حظك العاثر وتنغمس في تلك الدراما حتى أنفك ، والافضل أن تغذي ذلك بالإندماج في بعض الأغاني الحزينة...
ولكنني لم أكن أعلم أن تلك الراحة المؤقتة كانت تفتك بحياتي ، فهي أشبه بتعاطي المخدرات ويتبعها إنهيار كامل في كل نواحي حياتي المادية والصحية والنفسية والروحية ، لقد وصلت القاع وكان ذلك المكان موحشاً مع انه فيه الكثير من الناس ، لم يتطلب الخروج من ذلك القاع الموحش إلا تغيير الطاقة من خلال تغيير طريقة التفكير والنظرة للحياة ، والتخلي عن المقاومة الذهنية..
لم أشهد في حياتي شخص يعيش في هذا الدور وناجح في حياته ، المشاكل والعقبات تواجه الجميع ولكن الناجحون دائماً يعيشون في وعي المحارب ويتحملون المسؤولية الكاملة عن حياتهم ، ومؤمنين بأن الله يحبنا كبشر بالتساوي مثل بعضنا البعض بعدل مطلق وجعل كل شيء متاح في حياتنا سواءً خير أو شر ، ونحن من نختار من خلال وعينا وقراراتنا وطريقة تفكيرنا ومدى تحملنا للمسؤولية عنها أمام انفسنا وأمام الله...
كل الكون مسخر من الله عز وجل لتأكيد أفكارك ومشاعرك وتحويلها لواقعك مهما كانت ...
#رائد_بدير
